دروس الزمان في شهر رمضان
أخى الحبيب ، أختي الفاضلة :
ليكن دخول شهر رمضان عليك بأن تقوم في هذا الشهر قومةً نشيطةً ، وعزمةً كبيرةً على التوجه إلى ربك ، والإنابة إليه ، وتغيير حالك من الغفلة والإعراض إلى الإقبال والمنافسة في كل خير ، وطلب النجاة من عذاب الله ، وبذل الأسباب التي يدخل بها العبد الجنة ، وتُرفع بها درجته عند الله ، وينجو بها من النار ، ولتكن ممن أفاق من رقدته ، فسعى في حياة قلبه بذكر الله ، وشكره ، والتقرب إليه ، وطلب ما عنده من الأجر العظيم ، والنظر إلى الدنيا أنها ذاهبةٌ مُضمحلة ، ﴿ وَمَا الحياة الدنيآ إِلاَّ مَتَاعُ الغرور ﴾ [ الحديد : 20 ]. ولتكن ممن يتقي الدنيا وغرورها ، ويطلب الآخرة ، وهي خيرٌ وأبقى ، وقد قال ع : ( إِنَّ الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ وَإِنَّ اللَّهَ مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيهَا فَيَنْظُرُ كَيْفَ تَعْمَلُونَ فَاتَّقُوا الدُّنْيَا وَاتَّقُوا النِّسَاءَ فَإِنَّ أَوَّلَ فِتْنَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَتْ فِي النِّسَاءِ ) رواه مسلم .
أيها المسلم : ابتعد عن الشر ! وامسك عنه ، واحذر منه ! بل إنّك ابتعد عن الأماكن والمجالس التي فيها الشرور والذنوب ، وقد قال ع : ( وَيُنَادِي مُنَادٍ يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ ) رواه الترمذي وغيره (صحيح).
وكذلك إذا ذهبت إلى السوق في رمضان أو غيره ، فخذ حاجتك ثم اخرج ، ولا تكن من أهل الصَّخَب في الأسواق ؛ لأنها شر البقاع ، وقد قال ع : ( خَير البِّقاعِ المسَاجِد وشرُّ البقَاعِ الأسْوَاق ) رواه الحاكم (حسن) . وقال ع : ( وَإِيَّاكُمْ وَهَيْشَاتِ الْأَسْوَاقِ ) رواه مسلم . وقد قالت عائشة ل عنه ع: ( لَمْ يَكُنْ فَاحِشًا وَلَا مُتَفَحِّشًا وَلَا صَخَّابًا فِي الْأَسْوَاقِ ) رواه الترمذي . واجتنب مجالس القات ، والمحرمات ، والغيبة ، وكل سوء . والله الموفق.
غدا يجمعنا اللقاء .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق