الأحد، 4 يونيو 2017

يوميات صائم 3 .... بقلم الأستاذ / صلاح الورتاني

يوميات صائم _ 3 _
حدثني صاحبي ونحن في طربقنا لركوب الحافلة للتسوق في المدينة .
قال لي .. اتدري أن معظم الركاب لا توجد لديهم تذاكر .. قلت .. كيف يتم هذا ؟ 
اجابني بتنهد .. لا يوجد مراقبون في وسائل نقلنا ما عدا في القطارات والطائرات قلت .. وهل هذا بسبب التسيب وغياب الضمير ؟ لذلك علينا أن لا نطالب حكوماتنا بتجديد أسطول نقلها وتحسين خدماتها مادام المواطن بلا مواطنة وضمير .
واتي هنا لسرد وقائع ومواقف عشتها في مملكة هولندا لما عملت بها منذ فترة طويلة حيث لا توجد لديهم رقابة لا في الإدارات ولا في المؤسسات ما عدا في وسائل النقل العمومي ، فالموظف هو المسؤول والرقيب والحسيب ، ضميره من يتحكم فيه وفي سلوكه وعمله ، فهو ىستطيع الخروج من مكتبه متى شاء لقضاء شأن من شؤونه ويعوض ذلك وقتا آخر من تلقاء نفسه .
وأذكر كذلك أنه في أول يوم ذهبت فيه لإحدى البنوك للحصول على حساب بنكي جديد حيث وجدت القاعة مكتظة لكن بدون ضوضاء ولا صخب كما الحال عندنا ، الكل جالس يحتسي قهوته أو شايه وهو يطالع كتابا أو مجلة ولا يضيع وقته في الفراغ . شعب واع ومثقف ومتحضر .
نعم هذا إسلامنا فيهم ونحن للأسف مسلمون بلا إسلام ، لذلك هم تقدموا ونحن تاخرنا .
نحن وقعنا في فخ عدونا بما نصبه لنا من كمائن مغرضة من انحلال أخلاقي في كل مكان ومجال وخاصة في مسلسلاتنا الهابطة واغانينا السمجة ومناهجنا التربوية السطحية حتى أننا خرجنا ببذور فاسدة سرعان ما انجرت وراء الإرهاب الأعمى بالقتل والتنكيل ورمت بكل قيمنا عرض الحائط .
فأنت ترى اليوم التسيب وعدم الاكتراث بالعمل في مؤسساتنا الاقتصادية والتربوية والاجتماعية حتى صرنا على هذه الحال ضياع وتشرد في الأفكار وتفشت فينا أمراض غريبة بسبب غياب الضمير والمراقبة وعمت السرقات والفوضى وانهار اقتصاد دولنا فصرنا نشحت من الغرب بعدما كنا عزيزين متحصنين بفضل سواعد وجهود أبنائنا المخلصين .
نعم يحق علينا البكاء على حالنا وما الت إليه أوضاعنا وضياع أمجادنا والحسرة تغمر قلوبنا وليس لنا من مفر غير الالتجاء بدعائنا لربنا للتفربج عنا وإزالة كربنا وإلى الرجوع لديننا وشرائعه السمحة للنهوض من كبواتنا ..
بقلمي صلاح الورتاني
تونس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المتابعون