الخميس، 21 سبتمبر 2017

الاعتذار لمحدودي الدخل... طارق سالم

فعلا في هذه الآونة لابد أن نقدم الاعتذار والأسف لمحدودي الدخل بمصرنا الغالية عن الكلام والحوارات الكثيرة التي نالتهم في جميع وسائل الإعلام ومن الحكومة للتعرف عليهم وعلى مكتسباتهم وعلى قدراتهم المعيشية ومن هم بالضبط بين المجتمع المصري وما عددهم وما هو دخلهم المادي .
لأن كل منهم أحس بالإهانة من الحكومة ومن وسائل الإعلام بعمل مزاد مفضوح وعلني لكل الدنيا على الرقم المادي الذي يستحق الدعم من خلاله .
ويتساءلون في سكون إلى متى سوف يظل ملتصق بنا هذا الاسم وغلى متى نخرج من هذه القوقعة الغير آدمية والغير إنسانية حتى يحق لنا العيش بكرامة وحرية كما تعيش شعوب العالم أجمع .
وبرغم مرور القرون علينا ونحن كما نحن نعيش ببركة من الله وفضل ومنذ قديم الأزل وهم يسموننا أصحاب محدودي الدخل وكنا نتمنى بعد مرور هذه القرون وقيام ثورات التغير التي حدثت بمصرنا الغالية من أجلنا أن يتغير هذا الاسم ولكن للأسف ما زلنا كما كنا بالماضي بل بالعكس ازداد فقرنا وانحنت ظهورنا .
والآن كل يتحدث عن دعمنا الذي يأكله الأغنياء ولا نحصد منه غير الفتات .
وعندما أرادت الحكومة اليوم الإصلاح كما يدعون تاهت أفكارهم واختلفت آراءهم حول التعريف الحقيقي لمحدودى الدخل وعن المبلغ الذي يستحقه كل منا حتى ينال شرف النيل والحصول على الدعم وحوارات وبرامج وجلسات ومناقشات من هنا وهناك حتى أصبحنا حديث الصباح والمساء وشككنا في أنفسنا هل هم يتحدثون عنا أم عن أناس أخرون ليسوا منهم ولا من بلدهم ولا يعرفونهم ولا يعلمون عنهم شيء . وغمرنا الألم والحزن بداخلنا ونحدث أنفسنا ونقول يا ويلتى لهذه الدرجة لم يعلم المسئولون ببلدنا عنا شيء .
وأخيرا نقول لكل من يهمه الأمر نحن محدودي الدخل والفقراء نحن شعب مصر الأصيل والمخلص والذي يفنى نفسه للدفاع عن بلده ولا يطمع في شيء وكل منا يعمل بجدية وهمة لأننا نحن الغالبون والمنتصرون بفضل الله ولا نطمع في الكثير غير أننا نعيش بحرية وكرامة دون تجريح ودون عطف ولا منحة من أحد هذه بلدنا نعيش ونحيا ونموت عليها وكل ما نطلبه هو من نتاج بلدنا ومن خيرها ولابد أن يأتي إلينا ولا يذهب للآخر الذي لا يحتاج ببرامج معلومة وحقوق واجبة.
وأين كان هذا الدعم مادي أو عيني لابد أن يصل إلينا بكل الوسائل وأن تراعي الدولة هذه الفئة من محدودي الدخل والفقراء لأنهم هم العمود الفقري لمصرنا الغالية وهم أهلها الطيبين المخلصين والحريصين على عزتها وكرامتها .
ونتمنى أن تكون برامج الحكومة لرفع الدعم عن من لا يستحق وأن يصل إلى مستحقيه برامج جدية وشفافة حتى تستريح هذه الفئة بعد قرون من التجاهل ومن الصعاب في العيش ببلدهم مصر . وأن يصل الدعم بالفعل إليهم وأن تراعي الحكومة الجوانب المادية لهم لتكفيهم العيش بحرية وكرامة إنسانية .
ولابد من التوقف عن الحديث عنهم والتجريح والتصريحات حتى لا يحس هؤلاء بالمنة والعطف والتسول في بلدهم وأن تأخذ الحكومة الخطوات الجدية في زيادة هذا الدعم لهم في هدوء ودون تصريحات مستفزة حتى يفرحوا وترتفع روحهم المعنوية وعندها سوف تكون لهم العزة والفخر والفرح والهناء والسعادة بهذا الدعم الذي سوف يساعدهم على مجابهة صعوبة الغلاء والحياة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المتابعون