الخميس، 13 سبتمبر 2018

مقصلة الحروف ... قصيدة للشاعر المغربي / أحمد الكندودي



*** الأديب والشاعر:أحمد الكندودي 
مقصلة الحروف ***

قضى تجار الظلام أن تُسلخَ الحروف...
على أرصفة العبور ...
وتداس الكينونة والغيرة...
قضت خلائق الجذام ...
أن تُجلد بغباء هي الكراسات...
تُطلى المحابر بالاهات والحيرة
الجراب والقبور ملأت الأرضَ ...
ساد الإعصار وصمْتُ العشيرة
عمالة وفقد وقطيع ...
يلهيه اللحظ بشطيرة
والبضاعة في محطات الرأي وفيرة...
حتى الفضائل والهوية عادت سلعة....
وفي الاسواق بيعت بأسعار زهيدة
قضى تجار الظلام أن تُقبر الشموس
تتحول النجوم عاهة مستديمة...
يلفها العباب والمستفهم.... 
تقضي بقيتها تائهة عليلة...
أو هاربة من العواصف طريدة
حتى الأقلام في السراديب خانت وشاخت ...
تحلب فمها لريال وبدت عديمة..
والأحلام في بركة الفقد صدأت 
نهشتها الهمجية وغرائب كثيرة
قضى وقضى أن يموت حب الأرض ...
وأن يسكن الدواخلََ القبحُ والرذيلة
حرق الأروراق ودواوين العشاق...
رخصت ...وفي الأسواق لا تساوي ....
سعر كعكة أو فطيرة...
قضى تجار الظلام أن تقسو القلوب 
تحيى في القيل واللمز واللغوب..
صاغرة ...تابعة ...مستلبة...
كالجِراب حقيرة
حتى عيون النور والصواب...
أسبلها طيش اللحظ والفتاوي الضريرة
وأطراف العزة والكبرياء هدت....
وما تبقى من أشلاء الصدق والغيرة
قضى الظلام تحويل المكان غابة...
والخلق ذئابا بأقنعة كثيرة
قطعت الصلات ...
والقطيع موبوء بالأنا والعلات 
توارى الإيخاء وسادت لغة البهيمة...
حتى القيم بضاعة انتهت صلاحيتها...
كاسدة أضحت والوفاء مذمة وكبيرة
ساد المكر فجف نبض القلوب...
والروابط تسنن أشواكها ...
والضمائر في سباتها فقدت البصيرة
قضى الظلام أن يموت الإحساس 
يغرق الادمي في العبثية والوسواس
وعلب معلبة بالخناس...
كبش فداء وغنيمة....
فانهضي أيتها الحروف ...
إبتري مطامع سراق البسمات
قدغاثوا ونهبوا أحلام الأزهار الصغيرة
فيا أيتها الحروف لا تنوحي
فلا شكوى تنفع وبالصدق بوحي
ارسمي النور وانتصبي فأنت الجديرة...
طهري الأرض من هذه الجراء الحقيرة
امسحي تلك العيون الحبلى بالحيرة
وبين سطورك بخري الارض بالود والحنان
تغلق دكاكين السهاد الوضيعة...
ينتهي تاجر الحرف،بل بلا لون أو سيرة 
تكسو نسائمُ الحب الصدور ..
تعود بسمات الحروف بين السطور..
تفيض المحابر بيانا ...
تنثر الخير سحابة مطيرة
قد قضى تجار الظلام أن تُسلخ الحروف...
وعلى أرصفة العبور ....
يداس القلم ...
يعم الجهل والظلام ...
فتلقى في السراب تلك السنابل الصغيرة
 ****الأديب والشاعر:أحمد الكندودي***المغرب***

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المتابعون