قصة قصيرة بعنوان:"الـــــحــــــــلــــــم"
عاد (أسامة) كعادته للبيت...مهدود الجسد...مضعضعا...ليس له حيل حتى إلى الكلام...بعد أن قضى يومه بأكمله يحرث أرضه عاملا كعاملات النحل الدؤوبة...لم يستطع حتى على الجلوس إلى مائدة العشاء مع زوجته (عاتكة) التي تلبس عباءتها السوداء الوحيدة و التي بهتت و حال لونها إلى اللالون...و ابنتيه التوأم (سمية) و (جميلة) اللتان كانتا مثل أمهما في لباسها الرث المرتق...
ما إن وضع الأب و الزوج رأسه على وسادته البالية حتى سافر دون تذكرة و كأن السنة كانت منثورة في فرشته...و هو على حالته حتى أفاق من نومه مفزوعا و كأن شخصا أيقظه...أحس أنه لم ينم قط و أن ليلته هاته قد قصرت عن سابقاتها...بقي في مكانه...ما استطاع فتح عينيه الواهنتين...فالضوء صار يدغدغ جفنيه...فتحهما بصعوبة...فإذا به يجلس مدهوشا مرعوبا...ما هذا الذي يراه؟؟....سرير كبير وثير فرشه...جميل صنعه...و ما هذا الذي يلبسه؟؟؟....منامة ناعمة كالحرير...و أين راحت زوجته (عاتكة) يا ترى؟؟؟...فإذا بامرأة تدخل عليه في لباس كل ما يقال عنه أنه لباس الملكات...جمالها جمال عارضات الأزياء الشهيات الشهيرات...دخلت و هي تجر صينية ذات طوابق محملة بكل ما يشتهى من أنواع الطعام و الشراب...ابتسمت قائلة:فطورك يا سيدي؟؟؟ حدق إليها في استغراب و لم ينبس لفرط دهشته...ثم استجمع ما تبعثر منه و سألها من أنت؟؟؟من تكونين؟؟؟ فردت:من أنا؟؟؟ أنا خادمتك (كوثر) ألم تعرفني؟؟؟ خادمتي؟؟ استطردت:أي نعم...ما بك يا سيدي...سلامتك؟؟؟....ظهرت علامة التعجب على شفتيه ثم قال:و أين أنا؟؟؟ و ما هذا القصر؟؟؟ و أين زوجتي؟؟؟ و ابنتي؟؟؟ ردت مستغربة:زوجتك؟؟...ابنتيك؟؟؟ و متى كان لك زوجة و أبناء يا سيدي؟؟؟ على حد علمي أنك لم تتزوج حتى الآن...قال:ماذا؟؟؟ قام من فراشه و بحث في أرجاء هذا القصر الكبير ذي الغرف الكثيرة البديعة المرتبة و لم يعثر على أثرهم...جن جنونه سائلا هذه الغريبة...و ما هو عملي؟؟؟ ردت سيأتي سواق عربتك في موعده المعتاد ليأخذك إلى شركتك؟؟؟ شركتي؟؟؟ أصار لي شركة؟؟؟ ردت: نعم لك شركة بترولية تديرها منذ عشرة سنوات و هي تدر عليك بالربح الوفير و الرزق الكثير...استطرد صارخا:و ما شأني أنا إن كانت رابحة أو خاسرة...أنا أريد زوجتي و ابنتي و حسب...نظرت إليه نظرة خوف و هي تضع عينيها في الأرض تنتظر منه أن يفسح لها مجال المغادرة إلى شؤونها...و إذ بهما كذلك حتى دق جرس القصر...تنفست (كوثر) الصعداء فذهبت لتفتح الباب...فإذا به سواق عربته يقف بالباب...طلب منها أن تستدعي سيدها...فدعته...ركب السيارة و انطلقا...طفق ينظر من نافذة سيارته الفخمة إلى الشوارع و هي ترجع إلى الخلف...لم تكن البيوت كالبيوت و لا الشوارع كالشوارع و لا الناس كالناس...كل شيء كان مرتبا...مصففا أنيقا...فاحتار من هذا الذي يحدث له...قد أعجبه كل شيء...و لكن؟؟؟...أيمكن أن يتخل عن عائلته لهذا الجمال الباهر و هذه الراحة الممتعة و هذا الثراء البديع...كلا...كلا....إن بابتسامة ابنتيه و سكون زوجته متعة لا تضاهيها متعة و لا تقدر بالدنيا أكملها...شعر بيد تهزه من كتفه...انهض يا (أسامة) إن الفجر قد بزغ و المؤذن قد نادى لصلاته...فتح عينيه و فركهما جيدا فإذا بعاتكة واقفة عند رأسه تلبس خمارها و ابنتيه على نحوها...فرفع يديه إلى السماء حامدا شاكرا على هذه النعمة...التي و إن كانت ترهقه إلا أن بها حلاوة لا توجد ببهرجة القصور و بريق المال.........انتهت.
بقلم الكاتب:بن عمارة مصطفى خالد. تيارت/الجزائر
ما إن وضع الأب و الزوج رأسه على وسادته البالية حتى سافر دون تذكرة و كأن السنة كانت منثورة في فرشته...و هو على حالته حتى أفاق من نومه مفزوعا و كأن شخصا أيقظه...أحس أنه لم ينم قط و أن ليلته هاته قد قصرت عن سابقاتها...بقي في مكانه...ما استطاع فتح عينيه الواهنتين...فالضوء صار يدغدغ جفنيه...فتحهما بصعوبة...فإذا به يجلس مدهوشا مرعوبا...ما هذا الذي يراه؟؟....سرير كبير وثير فرشه...جميل صنعه...و ما هذا الذي يلبسه؟؟؟....منامة ناعمة كالحرير...و أين راحت زوجته (عاتكة) يا ترى؟؟؟...فإذا بامرأة تدخل عليه في لباس كل ما يقال عنه أنه لباس الملكات...جمالها جمال عارضات الأزياء الشهيات الشهيرات...دخلت و هي تجر صينية ذات طوابق محملة بكل ما يشتهى من أنواع الطعام و الشراب...ابتسمت قائلة:فطورك يا سيدي؟؟؟ حدق إليها في استغراب و لم ينبس لفرط دهشته...ثم استجمع ما تبعثر منه و سألها من أنت؟؟؟من تكونين؟؟؟ فردت:من أنا؟؟؟ أنا خادمتك (كوثر) ألم تعرفني؟؟؟ خادمتي؟؟ استطردت:أي نعم...ما بك يا سيدي...سلامتك؟؟؟....ظهرت علامة التعجب على شفتيه ثم قال:و أين أنا؟؟؟ و ما هذا القصر؟؟؟ و أين زوجتي؟؟؟ و ابنتي؟؟؟ ردت مستغربة:زوجتك؟؟...ابنتيك؟؟؟ و متى كان لك زوجة و أبناء يا سيدي؟؟؟ على حد علمي أنك لم تتزوج حتى الآن...قال:ماذا؟؟؟ قام من فراشه و بحث في أرجاء هذا القصر الكبير ذي الغرف الكثيرة البديعة المرتبة و لم يعثر على أثرهم...جن جنونه سائلا هذه الغريبة...و ما هو عملي؟؟؟ ردت سيأتي سواق عربتك في موعده المعتاد ليأخذك إلى شركتك؟؟؟ شركتي؟؟؟ أصار لي شركة؟؟؟ ردت: نعم لك شركة بترولية تديرها منذ عشرة سنوات و هي تدر عليك بالربح الوفير و الرزق الكثير...استطرد صارخا:و ما شأني أنا إن كانت رابحة أو خاسرة...أنا أريد زوجتي و ابنتي و حسب...نظرت إليه نظرة خوف و هي تضع عينيها في الأرض تنتظر منه أن يفسح لها مجال المغادرة إلى شؤونها...و إذ بهما كذلك حتى دق جرس القصر...تنفست (كوثر) الصعداء فذهبت لتفتح الباب...فإذا به سواق عربته يقف بالباب...طلب منها أن تستدعي سيدها...فدعته...ركب السيارة و انطلقا...طفق ينظر من نافذة سيارته الفخمة إلى الشوارع و هي ترجع إلى الخلف...لم تكن البيوت كالبيوت و لا الشوارع كالشوارع و لا الناس كالناس...كل شيء كان مرتبا...مصففا أنيقا...فاحتار من هذا الذي يحدث له...قد أعجبه كل شيء...و لكن؟؟؟...أيمكن أن يتخل عن عائلته لهذا الجمال الباهر و هذه الراحة الممتعة و هذا الثراء البديع...كلا...كلا....إن بابتسامة ابنتيه و سكون زوجته متعة لا تضاهيها متعة و لا تقدر بالدنيا أكملها...شعر بيد تهزه من كتفه...انهض يا (أسامة) إن الفجر قد بزغ و المؤذن قد نادى لصلاته...فتح عينيه و فركهما جيدا فإذا بعاتكة واقفة عند رأسه تلبس خمارها و ابنتيه على نحوها...فرفع يديه إلى السماء حامدا شاكرا على هذه النعمة...التي و إن كانت ترهقه إلا أن بها حلاوة لا توجد ببهرجة القصور و بريق المال.........انتهت.
بقلم الكاتب:بن عمارة مصطفى خالد. تيارت/الجزائر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق