فارقني قبل لقائي
هناك عند مقعد بشارع
طويل يجلس
شيخ عجوز كفيف البصر
منتظرا عودة ابنه الغائب
عنه لسنوات
رغم ضعفه وعجزه لم
يفقد الامل
تابع الانتظار
الى ان مرت به طفلة
على كرسي متنقل
نظرت إليه نظرة شفقة
لحاله
ثم اقتربت منه وضمت
يده
وهي تسأله مابك تجلس
في الشارع لوحدك وانت
كفيف البصر
الا تخشى على نفسك من
الضرر
بكى...قلبه يهفو شوقا
لابنه الذي انتظره
لسنوات طويلة املا في
عودته
ليحتضنه اخر مرة قبل
ان ياخذ الله امانته
مسحت دمعته
وهي تحاول تهدأته
لم تتركه حتى
اوصلته الى بيته
تم ودعته ورجعت
الى بيتها وبقي قلبها
معه
في الصباح عاد
ابنه وجده جثة هامدة
كم تحسر على فراقه
تمنى لو انه وصل
باكرا كان قد راه
لكن شاء القدر له
يرحل قبل ان يراه
واما تلك الفتاة التي
التقته عند المقعد
حين سمعت بوفاته
فجعت ووقفت
كانت اكبر معجزة
رغم ان الاطباء اكدو
لها عدم الوقوف مرة
اخرى لكن امام قدرات
الله لا شيء اسمه مستحيل .
رحيمة حزمون
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق