السبت، 14 مارس 2020

العقل والنقل .. أزمة مفتعلة / 3 بقلم الكاتب / يحيى محمد سمونة

العقل و النقل .. أزمة مفتعلة [ ٣ ]
فيما كنت أتصفح الفيس، صادفت منشورا يحفر صاحبه تحت أسس و ثوابت و أركان هذه الأمة بغية تقويضها
 لقد عمد - صاحب المنشور - إلى كتاب/جامع البيان/ لابن جرير الطبري، استحضر منه شواهد أراد أن يفصح من خلالها أن العقل يصادم النقل - حسب رأيه -
 و ليته كان - صاحب المنشور - محقا فيما فعل! فقد أستحضر من الشواهد ما كان ابن جرير قد سبق له و طعن في صحته مشيرا إلى وجود راوة غير ثقات في سنده 
 لكن - صاحب المنشور - بقصد منه أو بغير قصد - تجاهل مقالة ابن جرير في تلك الشواهد التي استحضرها و راح يسوقها و كأنه على ثقة تامة بصحتها و سلامتها
أيها الأحباب:
 هذا منهج غير سوي في البحث و النظر و الاستدلال، و بالذات حين يراد به البرهنة على مسألة شائكة كمسألة العقل و النقل و ما نجم عنها من تبعات خطيرة في حياة الإنسان.
أيها الأحباب :
النقل:  هو ما صح و ثبت من نصوص وحي مطهر. و ما عدا ذلك ف ليس كل كلام يعد نقلا حتى و إن تم تسطيره في كتب الأولين
و العقل لا يعدو أن يكون شريحة ذاكرة.
و إن الذي يرسم للإنسان طريقه هو الفكر و ليس العقل
 و "العقل"و "الفكر" كائنان مستقلان لا ينوب أحدهما عن الآخر، بل ربما كان بينهما اتفاق تعاون مشترك بحيث يتمم عمل أحدهما عمل الآخر
ف "الفكر" يرسم للإنسان طريقه، مستعينا في ذلك بما قد تم اختزانه في العقل من أمثلة مكتسبة
 ثم لا يلبث "الفكر" يرفد "العقل" بأمثلة جديدة مكتسبة، و يطلبها منه عند الحاجة حالة تسطير العلاقات
أيها الأحباب
 إن الرسم لمستقبل الإنسان كي يكون صحيحا سويا لا بد أن يقوم على علم و معرفة و ذهن حاذر حاضر فاعل يقظ
استدراك
 قد وصلنا هنا إلى مرحلة حرجة في هذه المسألة، و أراني أرجئ بقية الكلام فيها خشية الإطالة. و شكرا لحسن اهتمامكم و المتابعة.
- و كتب: يحيى محمد سمونة -

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المتابعون