ملامح ذات بهجة | ٦ |
[ أردت عبر هذه السلسلة أن أؤكد أهمية النظرة التفاؤلية للواقع العربي مستقبلا، لتكون - تلك النظرة - بمثابة ملامح ذات بهجة لغد مشرق ]
بداية - عند تناول المسألة الحضارية - لا بد من تفريق بين قوة ناجمة عن تطور تقني و معرفي لدى الإنسان سواء من حيث الصناعة و التجارة و الزراعة و العتاد الحربي، أو من حيث الفهم العميق لمكونات الإنسان النفسية والشخصية والسلوكية، فهذه القوة و هذا الفهم يمثلان تطورا مدنيا و عمرانيا للمجتمعات البشرية ولا يمثلان حالة حضارية لها
ف الحالة الحضارية للمجتمعات البشرية تتمثل بسلوك إنساني راق و متسام، بحيث يقال عن مجتمع اتسم بخلق كريم، عظيم بأنه مجتمع حضاري، و ذلك خلافا للمجتمع الذي هيمنت عليه شريعة الغاب.
إذن: السلوك الذي يصدر عن أفراد المجتمع وحده يحدد ما إذا كان - المجتمع - حضاريا أم لا.
فالحضارة معادلة، قوامها: الدفع بالتي هي أحسن. قال الله تعالى في توجيه الإنسان كي يكون حضاري الفعل و السلوك ولا يكون متوحشا عند إنشاء علاقاته كافة : ( إدفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم )[فصلت34]
أيها الأحباب:
الظلم هو: أن توضع الأمور في غير مكانها الصحيح - سواء كان ذلك على الصعيد الشخصي أو المجتمعي.
ولا يكاد الظلم يتفشى في مجتمع حتى يكون ذلك سببا لسقوطه حضاريا
- وكتب: يحيى محمد سمونة -
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق