حنين
بقلم زوجي وليد الأصفر
...............................................
أما آن أن يمحى خيالك من بالي
وقد آذن العمر المديد بترحالي
فرشت له رمشي مهادا ومهجتي
غطاء لكي أخفيه كالجوهر الغالي
حنانك .. قلبي موهن شفه الضنى
وهل يمتح البئر العميق بغربال
وهل يعجب الشيخ الكبير صبية
وهل ترتضي الحسناء ثوبا كأسمال
رويدا .. أما عاينت ضعفي وشيبتي
وها قد علا سني وضقت بأغلالي
وإني لأغضي من حياء إذا بدا
خيالك مشبوبا فتيا كتمثال
دعيني فإني لا أليق بغادة
بشرخ صباها .. أين منك ومن حالي
....................................
سقى الله أياما مضت مثل ومضة
ولم يبق منها غير طيف كما الآل
أناجيك فيها والهوى ملء خافقي
وملء عيوني أنت كالقمر العالي
وأنهل من شهد بفيك معينه
كما تنهل البيداء من قطر تهطال
وأهصر خصرا مثل أملود أيكة
وأنشق شعرا مسدلا مثل شلال
وأمشي حثيثا خطوة بعد خطوة
إلى القدر المرسوم من غير إمهال
وأشرد في الأحلام في ظل غفلة
عن الدهر والأيام حبلى بأهوال
فما طفلة قد فرق الدهر بينها
وبين ذراع الأم في مرفأ خال
كمثلي .. وقد أودى الزمان بمهجتي
وأبدل لي صرحا منيفا بأطلال
لك الله .. هل هانت عليك صبابتي
وهل تكبح الأشواق رغما بأقفال
أما ذرفت عيناك من بؤس حالتي
وقد كنت تغتاظين من كيد عذالي
............................... .
أنا السيف ذو الحد الصقيل وهمتي
تسامي الذرى العليا وفعلي كأقوالي
ولست أري الأغراب ضعفا وذلة
فمن يرني بالعين ترضيه أحوالي
وما أستحي أني عشقت أميرة
ولكن حبي بعدها ملك أطفالي
ومن قبلهم حبي لربي وخالقي
ومن بعدهم حبي لقومي وإجلالي
فيا رب إني مؤمن غير جاحد
وآمل منك العفو عن سوء أعمالي
فما كان ذنبي غير تقصير غافل
وأهواء مفتون بصحبة جهال
..............................
لك الله .. يا أغلى من الناس كلهم
فما زلت عندي فوق روحي وأوصالي
....................................................
وليد الأصفر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق