(٦٤) البعض يحبك
بقلم حمدى بهاء الدين
لا تيأس إن صدمتك الأيام وتخلي عنك الحظ وخانك التوفيق ، لا تقنط إن أنكروا عطاءك وجحدوا فضلك ، لا تحزن إن أفلتوا يدك وتركوك وحيدا عاريا على قارعة الطريق ، لا تظن أن تلك هى نهاية الحياة لأن الحياة متقلبة كما تأخذ فهى تمنح ، لا تظن أنك الخاسر ولا تنسب إلى نفسك الفشل ولا تتجرع كأس الهزيمة مهزوما ومقهورا ولا تتجرع مرارة الإنكسار بنفس ذليلة ومنكسرة لأنك لا تدرى ما يعنيه القدر وما تدبره المقادير ولا تدرى إن كان شر أم خير الذى أريد لك ولا تعتقد أن الحياة عادلة لأن العدل بداخلك أنت وما عليك إلا السعى والثقة بالله والرضا والقبول بالقدر خيره وشره ، حلوه ومره واجعل وجهتك إلى الأمام ولا تتحسر على ما فاتك ولا تندم على حسن نيتك مهما خذلك من حولك وخانك من كنت تثق به لأن التجربة تستحق كل تلك المعاناة وأعلم أن هناك من يحبك ، من يهتم لأمرك ويهمه شأنك وغايته سعادتك ، هناك من يؤمن بك ويراقبك فى صمت دون ضوضاء ودون صخب ودون نفاق واجعل فى يقينك أن كل شىء متوقع ، الفشل والنجاح ، السقوط والنهوض من جديد ، أن لا شيء يدوم وأن من أفلت يدك هو الخاسر وأن العوض قادم لا محالة وأن المسألة مسألة وقت لا أكثر ، اجعل الأمل يملأ قلبك ، وأعلم أنه لابد أن يبزغ فجر وأن تطلع شمس ، أن هناك من يتمنى أن يكون رفقتك تلامس أصابعه أصابعك ويضم صدرك صدره وأن حضنك غايته ورفقتك أقصى أمانيه ، لا تجعل الحزن يجهز عليك ولا تجعل الوساوس تأكل هناءتك لأن هناك من يريدك ، هناك من هو مشغول بك دون أن يبوح ، دون أن تدرى ، دون أن يفرض نفسه عليك ، لا يريد أن يكون عبء عليك ، لا يريد أن يكثر همك ، غايته أن يرى الإبتسامة مرتسمة على شفتيك ، والألق فى مقلتيك
نعم يجب أن توقن أن هناك من يحبك
# بقلم حمدى بهاء الدين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق