الجمعة، 20 ديسمبر 2024

حق لصحبة ذاتي قصيدة للساعر /محمد رشاد

 (حق لصُحبة ذاتي)

في يوليو من عام 1986 وقد كنتُ أعملُ مدَرِّسًا في الحوامدية ، وكانَ

 ذلك يقتضيني أن أستقِلَّ قطارَ حلوان من وادي حوف حيثُ أقطنُ ثمَّ أمتطي ظهر (المعدِّية) من شاطئ النيل لشرقي إلى شاطئه الغربي ، فعندمـا وصلـُـتُ ذات يُوم إلـى الـُبَـرِّ قفـزتُ إليُـــه قفُُـزة صادَفت احدودابًا بالأرض فانثنت قدمي فنزلـتُ عليهُـا بســائر الجسُـُد ، فَشُـرِخَت شـُـرخًا مُنكـرًا ألزمني الفراشَ أيامًا وجَبَّرتُها بالجبائرِ ، فكـُـانت هـذه القصيدَة :

صَدعٌ بسـاقي وصقعٌ ثَمَّ في كَبِــــدي

شتَّـــانَ بينَ أنيـــــــنِ الرُّوحِ والجَسَدِ

بـــــــادٍ ظلوعي وأوصابي مُنَـهنَــــهَةٌ 

بَيـــــــنَ الجناجِنِ في طَوْدٍ مِن الجَلَدِ

أرسَلتُــــــها عَبَــــــراتٍ مِن مُؤرَّقَةالــ

أهدابِ شـاخِصَةٍ تَنـــــدَى على صَخَدِ

سِيـــــــماءُ كَـلِّ كبيــرِ الهـمِّ مُرتَــــهَنٍ

لــدَى صَغيـــــــرٍ مِنَ الأقوامِ مُنتَــــقَدِ

شَـرُّ الخطوبِ فـؤادٌ لا نـــَـــــديـــمَ لهُ

إلَّا مُســـــاوَرَةُ العليــــــــــاءِ والكَمَــدِ

وغايَـــــةُ الـمَجْدِ أنْ يشـقَى بطُلبَـــتِهِ

ساعٍ ويَـــــظْفَرَ بالنــَّــــــعماءِ قَومُ دَدِ

نَحِّ الكئـــوسَ شراعًـــا يــــا زَمانُ فلا

شَرِبْــتُ غَيــــرَ كئـــوسِ الجِدِّ والوَقَدِ

أو هـاتِــــها في سـبيـلِ الخُلدِ مُتـرَعَةً

مِنْ بــارِقِ الفِكرِ صفوًا غَيــــــرَ مُطَّرِدِ

غَيري إذا ساغَ شـربَ الخَفْضِ مُبتَذِلًا

أفرَغْتُ ظَمْئي على التَّصعيدِ والصَّعَدِ

حَقٌّ لِـصُحبَـــــــةِ ذاتي أنْ أُرَقرِقَهـــــا

على صَفا عَبْـقَرٍ مِـنْ مُهـُـجَتي بيَـــدي

(محمد رشاد محمود)

.................................................

الصَّقْعُ : الصَّعْقُ والصِّياح والبُكاء .

الجناجِن : عِظامُ الصَّدر .

الصَّخَد : اشتِدادُ الحَرِّ .

الدَّدُ : اللَّهو واللَّعِب .

الظَّمْأ (بسكون الميم) : العَطَشُ أو أشَدُّهُ .

التَّصعيدُ في الجَبَلِ وعليه : الرُّقِيُّ .

الصَّعَدُ - يُقالُ (عذابٌ صَعَدٌ) أي : شَديدٌ .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المتابعون