(لغتنا بين الألم والأمل)
بقلم/ بشري العدلي محمد
حديثي هذا ليس مجرد حديث أو كلام فقط بل هو من واقع الحياة؛ وبالتالي ليس إلا غيرة فقط على لغتنا العربية الأصيلة ؛ التي باتت من كثرة جراحها عاجزة عن الصراخ أو البكاء.
الآن فقط أعلنها صراحة للجميع بأن الأمل بدأ يختفي رويدا رويدا ؛ ويكاد اليأس أن يطبق بجناحيه على عقلي وفكري، كلما نظرت لحال اللغة العربية التي باتت غريبة وسط أهلها؛ تبكي هوانها على يد أبنائها التي كانت دوما تفتخر بهم في الماضي حينما رفعوا رايتها عالية خفاقة في كافة المجالات؛ حزينة هي على واقعها المؤلم بين لغات العالم ؛فمتى ينقشع هذا الظلام المطبق حولها؟وكيف نعيد لها نور الضياء من جديد؟ ؛ويختلج صدري تساؤلات تستفز مشاعري؛ وتقطع حبال الثقة في عودة سفينة الأمان مرة أخرى للغتنا العربية ؛ منها: ما سبب هذا الضعف الذي نراه بين أصحاب اللغة وكذلك في أبنائنا الطلاب ؟ ألم نكن أهل الفصاحة والبلاغة والريادة ؟ لماذا تاهت الألفاظ من بين شفاهنا عاجزة عن البيان ؟ أليست هذه لغتنا التي اصطفاها رب العباد لكتابه الكريم ؟ كيف نعجز نحن المثقفين عن قراءة القران قراءة صحيحة ؟ ما ذنب هذا الجيل الجديد مما يحدث الآن مع كل هذه الاحداث السريعة ووسائل التواصل المختلفة ؟ التي جعلته يعجز عن فهم لغته ويتجنب دراستها ؟ ،من ساهم في هذا الضعف؟ من ساهم في أن تبيت لغتنا حزينة مقهورة؟ الحقيقة التي لا مهرب منها أننا جميعا مسؤولون عن كل هذا ؛ لكن ما أراه من الأسباب ظاهرة قيام البعض من طبع المذكرات والإعداد للدروس الجاهزة التي ساهمت في أن يكون المعلم وسيلة نقل لا فهم وشرح علما بأن هذه المطبوعات ليس فيها جديد بل ساهمت في هذا البلاء الذي ابتلينا به " أرى أن من يحب اللغة او يعشقها عليه أن بيذل الجهد لينال رضاها لكن للأسف لم نفعل ذلك ؛ فأين معلم اللغة العربية المتمكن من ادوات مهنته؟ أين الذي كان رمزا للعلم والحافظ للغة القرآن؟ لم يعد له وجود؛ في جياتنا؛ للأسف عزيمتنا قد أصابها المرض والوهن فلم نعد على استعداد لبذل الجهد من أجل لغتنا من أجل الحفاظ على هويتنا العربية الإسلامية فكانت هذه النتيجة فلا داعي للصراخ لأننا سبب هذا الصراخ والألم؛ كلنا يتحدث عن الإصلاح لكن أين هو؟ فخيوط الأمل ضعيفة أن لم نمدها بطاقة الإرادة إذا كنا نريد فعلآ الإصلاح .؛ إنني لا انقد لمجرد النقد لكن حقيقة نريد جميعا حلولا جذرية لما صارت إليه الأمور في مدارسنا؛ إنه واقع مؤلم لأننا نحن المعلمين سيحاسبنا الله على ما فعلناه بلغة القرآن الكريم؛ وادرك تماما أن المعلم ليس هو المسؤول فقط بل كلنا مسؤولون أمام الله تعالى؛لكن ما أريده أن نطلق العنان لابداع المعلم في أن ينطلق بفكره في آفاق المعرفة ليمتلك الأدوات التي تجعله قادرا على الشرح والتحليل داخل الفصل بدلا من أن يؤدي الحصص كلها بطريقة واحدة تدفع الإنسان للعزوف عن حضور الحصة؛ لان تشابه المعلمين في أداء الحصص قتل الفروق فردية بينهم ؛ فالطريق في شرح الدرس يدفع المعلم للاطلاع والمعرفة وستزيد المنافسة بينهم فتعود الفائدة على المتعلم نفسه ؛ هذا لن يكون إلا بتوفير البيئة المناسبة للتعليم. ؛كما أطالب بالاعداد الجيد للمعلم وان تعقد اختبارات سنوية لتحفيزه على القراءة والاطلاع والله لا أقول هذآ الكلام لمجرد التسلية بل فعلآ ضميرنا يحتم علينا أن نقول كفى استهانة بلغة القرآن و علينا أن نضعها فوق الرؤوس؛ في النهاية لي بعض الرسائل منها ؛ رسالة إلى كل من يقوم بطباعة الدروس او الاعداد أقول لهم ؛غيروا على لغتكم وكفى ما حدث من انهيار للمعلم والطالب فلم تاتوا بجديد ، بل هي موضوعات تم وضعها منذ اكثر من ثلاثين عاما؛ فأنتم ساهمتم في جمود فكر المعلم وعدم رغبته في المعرفة والقراءة فالهدف منها معروف ومعلوم لذا أقول لكم كفى: ورسالة أيضا إلى كل معلم ادعوه فيها أن يقرأ ويتعلم وان يبني شخصيته المستقلة فكل الامكانيات موجودة ولكن ينقصه الاستعداد؛ ورسالتي للمسؤولين عن اللغة عليكم أن تنقذوا ما تبقى من بعض ملامح شخصيننا وهويتنا العربية لأن الميدان التعليمي لتدريس اللغة العربية جعل اللغة تصرخ لتشكو أهلها فرفقا بها؛ وانا تكون هناك وقفة جادة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه: اسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يصلح حال الجميع يارب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق