⚡... الأجنحة المنكسرة ... ⚡
في محطات الحياة، ندرك أن بعض الأقدار تكتب بلون الرماد، وأن محاولاتنا لطمس آثار الماضي لا تمحو الألم بقدر ما تحيله إلى درس عميق يتردد صداه في أروقة الروح.
حين عزمت يا أنت على حرق أحداث الأمس، لم تكن تلك النار إلا مرآة لشجاعتك، لإصرارك على تحرير ذاتك من قيود الذكرى. لكن ما أشد غرابة الحياة، إذ تعيد تشكيل ذات الوجوه، وتكرر ذات الملامح، وكأنها تخبرنا أن التجدد ليس في طي الصفحات، بل في كتابة سطور جديدة بمعان مختلفة.
بينما تتأمل يا أنت ما حولك، ترى الأقنعة تتبدل، لكن في جوهرها هي واحدة. ذات الابتسامات الخالية من المعنى، ذات الهفوات التي تستنزف الروح. وما أشد الألم حين تصير الأحلام التي حملتها بقلبك رهينة واقع لا يرحم، كأنها طائر مكبل بأثقال لا ترى.
لعل في ذلك إعلان على أن القوة الحقيقية ليست في تغيير الوجوه، بل في صقل النفس. أن تدركي أن العابرين لا يستطيعون تشويهك ما دمت أنت القادر على الحفاظ على نورك الداخلي.
حتى الصراخ، حين يتردد صداه في دهاليز الزمن، ليس عجزا بل نداء يعيدنا إلى حقيقتنا. صوتك الذي انطلق ليكسر الصمت هو أوتار أمل عزفت لحن التجاوز و الخلاص.
ما حولك قد يبدو ثابتا، لكن التغيير يبدأ من الداخل.
أنت السطر الأول في كتاب لا يكتبه الزمن، بل إرادتك. إن رحلوا أو لا، لن يغيروا من حقيقتك شيئا. وإن حمل القدر أوزارهم على كتفيك، فلتكن روحك أقوى من أن تنحني، وأعظم من أن تستسلم.
دع الحلم ينهض، لا كأنين صامت، بل كصوت يتحدى القبح، كضوء يشق عتمة اللحظات.
الحياة قد تتعدد فيها الأقنعة، لكنك باق و شاهد على أن القوة ليست في الهروب، بل في أن تصبح نورا لا يطفئه رماد، وحلما لا يسكته الزمن.
✍️ الزهرة العناق ⚡
02/12/2024
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق