الجمعة، 20 ديسمبر 2024

حزن الكاتب بقلم الأديب / حمدي بهاء الدين

 (٥٩) حزن الكاتب 

بقلم حمدى بهاء الدين 

حاولت أن أقنع ابنتى أن ما أكتبه لا يعبر عن حالتي وحدى ولا حزني وحدى لتجد بدورها ردا على من يعاتبها عن حالة الحزن المستوطنة سطوري والمهيمنة على  كتاباتي ، قلت لها وقد بدت غير مقتنعة أنى لا أعبر عن حزني وحدى رغم الحزن المستقر فى وجداني والألم المتمكن من أعماقي والصراعات التى تدور رحاها بداخلي ، والطاحونة التى تهرس خاطري وأفكاري حاولت أن أشرح لها أنى مثل الفنان الذى يرسم لوحات من الطبيعة ويظهر المعاناة التى ترتسم على ملامح البشر رغم أن ما يرسمه ليست ملامحه بل ملامح آخرين قد لا تربطه بهم صلة لكنها ملامح وقرت فى وجدانه وأثرت فى روحه ودفعته إلى رسمها فى لوحة تعبر عن معاناتها ، حاولت أن أشرح لها أن الكاتب مهموم بكل شىء من حوله سواء أشخاص أو أحداث أو مواقف وأحيانا يتماهى الكاتب مع الموقف أو الحدث فيصعب الفصل بين ما هو خاص وما هو عام ، حاولت أن أشرح لها أن الكاتب يعيش هموم الوطن وقضاياه وكأنها همومه خاصة إذا كان كاتبا نبيلا غير منافق ولا يدور فى فلك السلطة فإذا نزف الوطن نزف الكاتب وإذا تألم الوطن تألم الكاتب فيجمع الكاتب فى وجدانه حزن العالم ودون أن يشعر يكتب ويصف كل تلك المشاعر المؤلمة فى شكل مقال أو قصيدة أو رواية أو فى نظرة دامعه من عينيه يراها الآخرون ومن ثم يتساءلون ويتعجبون من تلك الحالة التى لا يعملون سببا لها إلا من خلال بوح الكاتب وأحيانا يكتب الكاتب عن تجربته الذاتية وأحيانا يتأثر بتجربة شخص آخر قريب منه أو حتى بعيد سواء أخبره هذا الشخص بحالته أو لم يخبره لكنه استشعر تلك الحالة ومن ثم وصفها فى سطور وكأنها تجربته الذاتية وسقت إليها مبررات أراها مقنعة لتبرير كل تلك الكتابات الحزينة لكنى لمحت فى عينيها نظرة تنبأ أنها غير مقتنعة وأنها ما زالت فى حرج من تساؤلات المتابعين ولا تجد ردا مقنعا يوقف تلك التساؤلات لأنها ربما لم تدرك معنى ،، حزن الكاتب ،، 

# بقلم حمدى بهاء الدين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المتابعون