"عمل الكاتب" ل "جون بول سارتر""
----------------
أليس من عادتنا أن نلقي على الشبان المتأهبين للكتابة هذا السؤال المبدئي : " هل لديك شيء لتقوله ؟" . ومن هنا نريد أن نفهم : شيء يستحق غناء إرساله . لكن كيف نفهم "يستحق عناء" إن لم نأخذ بعين الإعتبار نظاما قيّما فائقا ؟
علاوة على ذلك حين نتمثل فقط هذا الهيكل الثانوي للمشروع وهو زمن القول فخطأ الأسلوبيين الكبير هو ظنّهم أن الكلمة هي ريح هادئة تهب بخفة على سطح الأشياء و تمسّهم دون أن تغيّرهم . والمتحدث هو مجرد شاهد يلخص بكلمة مشاهدته البريئة . أن نتكلّم هو ان نفعل : كل شيء نسميه لا يبقى دائما نفسه ويفقد براءته . إذا سميتم سيرة شخص تبدوها له فيرى نفسه . و بما انكم تسمونها في ذات الوقت لكل الآخرين يعلم أنّه وقعت رؤيته حين اطّلع على نفسه فحركته الخفية التي ينساها عند القيام بها تبدأ في الوجود بقوة - في الوجود للجميع - فهو يندمج في الفكر الموضوعي ، يأخذ أبعادا جديدة، تقع استعادته . بعد هذا كيف تريدون أن يتصرّف بنفس الطريقة ؟ أو يستمر في تصرّفه بتعنّت مع معرفة المسألة أو يستغني عنه .
هكذا حين أتكلم أكشف الوضعية بهدف أن أغيرها ...أكشفها لنفسي و للآخرين حتى أغيّرها ... أمسها في الصميم واخرقها و أضعها أمام الانظار . ساعتها أتمكن منها عند كل كلمة أقولها . ألتزم أكثر في الكون و في نفس الوقت أتخلّص مزيدا منها لأني أسبقها إلى المستقبل . هكذا يكون المتكلّم شخصا قد اختار نوعا محددا من الحركة الثانوية يمكن تسميتها الحركة المكشوفة . يصبح إذن شرعيّا أن نلقي عليه ثاني سؤال : ما وجهة العالم
التي تريد كشفها وما التغيير ؟ الكاتب " الملتزم " يعرف أن الكلام هو الحركة : هو يعلم أن
الكشف يعني التغيير و أنه لا كشف إلا بغاية التغيير .
------------------------------------------------
-------------------------------------------------------------------------------------------------
محمد غنّام -القيروان - تونس
محمد غنام - القيروان -تونس
----------------
أليس من عادتنا أن نلقي على الشبان المتأهبين للكتابة هذا السؤال المبدئي : " هل لديك شيء لتقوله ؟" . ومن هنا نريد أن نفهم : شيء يستحق غناء إرساله . لكن كيف نفهم "يستحق عناء" إن لم نأخذ بعين الإعتبار نظاما قيّما فائقا ؟
علاوة على ذلك حين نتمثل فقط هذا الهيكل الثانوي للمشروع وهو زمن القول فخطأ الأسلوبيين الكبير هو ظنّهم أن الكلمة هي ريح هادئة تهب بخفة على سطح الأشياء و تمسّهم دون أن تغيّرهم . والمتحدث هو مجرد شاهد يلخص بكلمة مشاهدته البريئة . أن نتكلّم هو ان نفعل : كل شيء نسميه لا يبقى دائما نفسه ويفقد براءته . إذا سميتم سيرة شخص تبدوها له فيرى نفسه . و بما انكم تسمونها في ذات الوقت لكل الآخرين يعلم أنّه وقعت رؤيته حين اطّلع على نفسه فحركته الخفية التي ينساها عند القيام بها تبدأ في الوجود بقوة - في الوجود للجميع - فهو يندمج في الفكر الموضوعي ، يأخذ أبعادا جديدة، تقع استعادته . بعد هذا كيف تريدون أن يتصرّف بنفس الطريقة ؟ أو يستمر في تصرّفه بتعنّت مع معرفة المسألة أو يستغني عنه .
هكذا حين أتكلم أكشف الوضعية بهدف أن أغيرها ...أكشفها لنفسي و للآخرين حتى أغيّرها ... أمسها في الصميم واخرقها و أضعها أمام الانظار . ساعتها أتمكن منها عند كل كلمة أقولها . ألتزم أكثر في الكون و في نفس الوقت أتخلّص مزيدا منها لأني أسبقها إلى المستقبل . هكذا يكون المتكلّم شخصا قد اختار نوعا محددا من الحركة الثانوية يمكن تسميتها الحركة المكشوفة . يصبح إذن شرعيّا أن نلقي عليه ثاني سؤال : ما وجهة العالم
التي تريد كشفها وما التغيير ؟ الكاتب " الملتزم " يعرف أن الكلام هو الحركة : هو يعلم أن
الكشف يعني التغيير و أنه لا كشف إلا بغاية التغيير .
------------------------------------------------
-------------------------------------------------------------------------------------------------
محمد غنّام -القيروان - تونس
محمد غنام - القيروان -تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق