شعر د. أحمد محمود ،17 تموز 2017
(8)
قم يا جزار أفق من بين ركام الأحجار
ها هم ظربان بني صهيون أتوا تحت عيون العسكر
دخلوا من باب الأسباط بلا مخفر أو معبر
حملوا فوق رؤوسهم أغصان الغرقد والظفر
جاؤوا يحملون على أكتافهم رايات النصر
أنهوا الأنفاق ومسارات الحفر
الهيكل تحت الأقصى والمعبد غدا لهم حلماً ومقر
وبناء الهيكل تحت الأقصى أصبح للأعداء وطر
قم يا جزار فبوابات الأقصى وأقفالها تكسر
القدس غدت وطناً ليهود العالم وأمتنا صامتة تنظر
لا منجد، لا منقذ، لا قائد يرفع رشاشاً أو خنجر
وأمام الأبواب أقاموا شبكات مراقبة للزوار تصور
فأبى أبناء الأقصى أن يرضوا هذا الأمر
ثاروا ضد العدوان جميعاً حتى زال الخطر
سقط الشهداء والجرحى على بوابات الأقصى كالمطر
رووا أرض القدس الشريف وعروق الريحان والزهر
دمهم الطاهر روى غابات الزيتون وتلات الزعتر
وسقى سيقان الدحنون الأبيض، والأصفر والأحمر
قطرات دمائهم روت ظمأ الأرض العطشى وجذور الشجر
أرواحهم صعدت إلى العلياء وهدت في الجنة كي تستقر
ها هم في الفردوس الأعلى في خير مكان ومقر
سكنوا في جنات وارفة الظل على نهر الكوثر
وقصورهم شيدت من ياقوت، ودر ومرمر.
بقلم د. أحمد محمود
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق