(ما لا يدركون)...قصة قصيرة
احتارت الزوجة في علاج ابنتها المريضة التي أكملت عامها الأول وقد توفى الزوج بعد اكتمل يومها السابع لتحتضنها أم زوجها بل تتعهد تربية الابنة بالوصال التي صنعته الزوجة لها حينما رفضت أن تنال حريتها فما زالت صغيرة ويجب أن تعيش حياتها إن رغبت فيها.
ساعدها في العيش معاش أمها التي اقتضته من التضامن الاجتماعي بعد وفاتها حيث كانت تعمل في إحدى دور الحضانة التابعة لمجلس القرية.
اعتادت الزوجة على خدمة أم الزوج كما لو كانت أمها تقريبا فقد قارب الحب بينما لدرجة تجعل من الحاقدين والحاسدين حولها من نساء الأبناء الآخرين للأم الذين تفرقوا عنها بل يتساءلون عن سر هذا الحب دائما لتحتج أنها دون زوجها وتحتاج العناية من الكبير والصغير فيهم.
هناك طبيب يسكن في وسط شارعهم وهناك أناس ابتعدوا عنه حيث لم يعد يقوى على الحراك بل يشخص العلاج بالخطأ أحيانا لكبر سنه ولكنها عاودته بعدما ذهبت للجميع بل أعلن الكل أنه ميئوس من شفائها.
ماذا تفعل لو افتقدتها؟...إنها رباط حب دام سنين وقد انقطع لتوصله هي .
تنظر إلى الصغيرة مرة وإلى أم زوجها مرات أخرى لتخبرها الأم أنه لا محالة من تنفيذ ما أمر به الطبيب.
ركبا السيارة بعدما حملا متاعا يكفيهما يوما كاملا بحقيبة صغيرة.
تنظر الزوجة من الشباك لتتعجب من مدخل البلدة حيث شقت السيارة ترعة صغيرة لتصل الناحية الأخرى من البلدة بل تتعجب أيضا من الكساء الأخضر الذي يجلي الضفتين وشجرة عجيبة في وسط المياه يغطي ظل أوراقها مياه الترعة ليضفى علي قلبها الطمأنينة على صغيرتها فتحتضنها وتدعو لها بالشفاء.
القرية شوارعها واسعة والهدوء يلف الأجواء وقليل من السيدات يمشون صامتين وعينا الزوجة والأم تنظران دون كلام حتى إذا اهتديا إلى
هذه المقابر الذي أخبرهما أنها مبروكة بل الجو الهادىء هناك والمنظر التي بنيت عليه من شوارع واسعة جدا وحجرات فارهة لدرجة أنها تعجبت من منظر الشبابيك الصغيرة العالية على بعد خمسة أمتار من الأرض بل والسقف بالخرسانة.
جلسا هناك حتى أتاهما الليل لتتحدث مع أمها :(لماذا ﻻ رائحة هنا للأموات).
ردت الأم:كما لا صوت يا ابنتي للأحياء.
يؤذن الفجر ليهما بالانصراف كما أشار الطبيب (قبل الشروق تقريبا).
خرجا من الشارع ليتهامسا قليلا فترد على همسها إحدى السيدات وهي تبتسم وتردد على مسامعهما وهما يقرآن الفاتحة على أرواح الأموات:(هنا ما فيش أموات أصلا ..كل المقابر هنا فاضية..ولا واحد من البلد اندفن فيها).
أصابها الذهول لتفكر فيما رأته عينيها بل اطمأن قلبها بعدما سألت عن مقابر البلدة الذي يدفن فيها الأموات ليشار إليها أنها بطرف الأراضي الزراعية بعيدا عن هنا.
سرحت بفكرها قليلا لتستمع إلى سيدتين يتحادثان معا أن من بنى المقابر بشكلها الخرافي قد مات منذ سنة تقريبا بعد ما أنفق كل ما ملك من تجارة المخدرات فيها ظنا منه أنه سينال بذلك رضا الله والتكفير عما فعله بإحدى الدول الأوروبية بشباب المسلمين حيث كان يدخل المساجد ويتعمد توزيعها لدمار المصلين.
توقفت عند سيدة منهن لتسأل عن اسمه لتدرك تماما أنه ابن الطبيب الذي أرسلها إلى هنا.
#الهام شرف
احتارت الزوجة في علاج ابنتها المريضة التي أكملت عامها الأول وقد توفى الزوج بعد اكتمل يومها السابع لتحتضنها أم زوجها بل تتعهد تربية الابنة بالوصال التي صنعته الزوجة لها حينما رفضت أن تنال حريتها فما زالت صغيرة ويجب أن تعيش حياتها إن رغبت فيها.
ساعدها في العيش معاش أمها التي اقتضته من التضامن الاجتماعي بعد وفاتها حيث كانت تعمل في إحدى دور الحضانة التابعة لمجلس القرية.
اعتادت الزوجة على خدمة أم الزوج كما لو كانت أمها تقريبا فقد قارب الحب بينما لدرجة تجعل من الحاقدين والحاسدين حولها من نساء الأبناء الآخرين للأم الذين تفرقوا عنها بل يتساءلون عن سر هذا الحب دائما لتحتج أنها دون زوجها وتحتاج العناية من الكبير والصغير فيهم.
هناك طبيب يسكن في وسط شارعهم وهناك أناس ابتعدوا عنه حيث لم يعد يقوى على الحراك بل يشخص العلاج بالخطأ أحيانا لكبر سنه ولكنها عاودته بعدما ذهبت للجميع بل أعلن الكل أنه ميئوس من شفائها.
ماذا تفعل لو افتقدتها؟...إنها رباط حب دام سنين وقد انقطع لتوصله هي .
تنظر إلى الصغيرة مرة وإلى أم زوجها مرات أخرى لتخبرها الأم أنه لا محالة من تنفيذ ما أمر به الطبيب.
ركبا السيارة بعدما حملا متاعا يكفيهما يوما كاملا بحقيبة صغيرة.
تنظر الزوجة من الشباك لتتعجب من مدخل البلدة حيث شقت السيارة ترعة صغيرة لتصل الناحية الأخرى من البلدة بل تتعجب أيضا من الكساء الأخضر الذي يجلي الضفتين وشجرة عجيبة في وسط المياه يغطي ظل أوراقها مياه الترعة ليضفى علي قلبها الطمأنينة على صغيرتها فتحتضنها وتدعو لها بالشفاء.
القرية شوارعها واسعة والهدوء يلف الأجواء وقليل من السيدات يمشون صامتين وعينا الزوجة والأم تنظران دون كلام حتى إذا اهتديا إلى
هذه المقابر الذي أخبرهما أنها مبروكة بل الجو الهادىء هناك والمنظر التي بنيت عليه من شوارع واسعة جدا وحجرات فارهة لدرجة أنها تعجبت من منظر الشبابيك الصغيرة العالية على بعد خمسة أمتار من الأرض بل والسقف بالخرسانة.
جلسا هناك حتى أتاهما الليل لتتحدث مع أمها :(لماذا ﻻ رائحة هنا للأموات).
ردت الأم:كما لا صوت يا ابنتي للأحياء.
يؤذن الفجر ليهما بالانصراف كما أشار الطبيب (قبل الشروق تقريبا).
خرجا من الشارع ليتهامسا قليلا فترد على همسها إحدى السيدات وهي تبتسم وتردد على مسامعهما وهما يقرآن الفاتحة على أرواح الأموات:(هنا ما فيش أموات أصلا ..كل المقابر هنا فاضية..ولا واحد من البلد اندفن فيها).
أصابها الذهول لتفكر فيما رأته عينيها بل اطمأن قلبها بعدما سألت عن مقابر البلدة الذي يدفن فيها الأموات ليشار إليها أنها بطرف الأراضي الزراعية بعيدا عن هنا.
سرحت بفكرها قليلا لتستمع إلى سيدتين يتحادثان معا أن من بنى المقابر بشكلها الخرافي قد مات منذ سنة تقريبا بعد ما أنفق كل ما ملك من تجارة المخدرات فيها ظنا منه أنه سينال بذلك رضا الله والتكفير عما فعله بإحدى الدول الأوروبية بشباب المسلمين حيث كان يدخل المساجد ويتعمد توزيعها لدمار المصلين.
توقفت عند سيدة منهن لتسأل عن اسمه لتدرك تماما أنه ابن الطبيب الذي أرسلها إلى هنا.
#الهام شرف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق