(سلا قلبي)
أمَا واللهِ ما في الأرضِ خيرٌ... إذا أهلُ الدنيَّةِ فيها سادوا
وأُخِّرَ كلُّ مقدامٍ همامٍ... وقُدِّمَ من بدا منهُ الفسادُ
وكُذِّبَ أهلُ صدقٍ إنْ يقولوا...وصُدِّقَ أهلُ إفْكٍ ما تنادوا
وأمسى الناسُ في لؤمٍ وجهلٍ... وندَّتْ عن عوائدها العبادُ
وقد قصِرُوا عن الخيراتِ لمَّا...دُعُوا للخيرِ ما للحقِِّ عادوا
تسكَّعَ جمعُهُم وسطَ الطريقِ... ولم يبلغْهمو للمجدِ زادُ
وماليَ لم أفتْهم ما يُفيدُ...مكوثي معَ الكُسالى هلْ أُفادُ
تأخَّرَ من ذكرتُ وقد سبقتُ... وعندي همَّةٌ ليستْ تُبادُ
مضيتُ أمامَهم حتى استرحتُ...وهم في العدِّ ياصاحِ جرادُ
سلا قلبي غداةَ اليومِ لمَّا...رأتْ عيناهُ ما كرِهَ الفؤادُ
تولَّى عن سُليْمى وجارتيها...ولم يبقَ لهُ للوصلِ زادُ
وأأمرُهُ بوصلِ الغيدِ طُرَّاً...فيعصيني ويأنفُ ما يُرَادُ
وتدعوهُ حنانُ فلم يُجبْها...وتُوقفهُ على شوقٍ سعادُ
وتعتبُ في الغُدُّوِ وفي الرَّواحِ...دعيني دونَ عتبٍ ياودادُ
ولم أنسَ صباحَ الأمسِ لمَّا....بدتْ نحوي على عجلٍ نهادُ
تُعاتبُني وتكثرُ في ملامي...لها في الدمعِ جدٌّ واجتهادُ
ولم أرضَ بأسبابِ الهوانِ...ولي فضلٌ كما تدري العبادُ
وعندي إخوةٌ أربابُ صدقٍ...و آباءٌ بهِم زينتْ بلادُ
وقد نزلوا على العلياءِ لمَّا... تأخَّرَ عنها أقوامٌ وحادوا
مدحت عبدالعليم الجابوصي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق