السبت، 14 ديسمبر 2024

يتم الكبير الشاعر / إبراهيم فهمي المحامي

 يُتم الكبير

**********

من زمان يمّه وانا لسه ف قلبي الإشتياق 

عدّت سنين ياما وطال بنا الفراق

لكن 

ما لحظة خلت من لهفة ليك أو حنين 

ايه السنين ؟

لو مرة تصحى تلاقي أمك مش معاك

تلاقي نفسك بدون ملاك

يحرس القلب الظغنن جوه منك 

يمسح الدمعة اللي ساكنة جوه ننك 

اللي صوتها يادوب بيجي 

تظهر الفرحة ف وريدي 

والتقيني في نشوى تانية 

ف حته تانية 

من النعيم 

ولاّ صوت أمي وهي لما بتنادي عليا 

واد يا ابراهيم 

نفسي أسمع صوت قرائتك للآيات 

هيه كانت شايفة فيا واد ملاك

بس انا من يومي ساكن جوه مني حبة حاجات 

عفرته وشقاوة يمكن

عربدة ف خيالي لابسه توب مخادع م السكات 

حتى عفاريتي معايا 

سالبه راحتي أو هنايا 

كنت واد جواه شيطان 

فيه م الجنان 

بس فيه برضو طيابة 

واخده قلبي للإيمان 

عارفة يمّه

يوم م افترقنا كنت لسه ف الشباب 

بكر الشباب

جاي فاتح للحياة ميتألف باب 

جاي دايس ع المخاوف والهلاوس 

والإكتئاب 

لحظة قالوا الحاجة ماتت 

إتمنع مني الكلام 

صرت محطوط فوق شفايفي ميتلجام 

صرت بطني كالحجارة 

والفرح أصبح مرارة 

موتك انت كان شرارة 

للوحوش تملى طريقي

والفزع أصبح صديقي

عشت أواجه ف الديابة 

وكان طبيعي مفيش طيابة 

إزاي أواجه اللي جوايا لوحدي

إزاي ملاك يعيش في غابة

عشت العذاب بعد العذاب 

دقت ف حياتي الإغتراب 

إتسد عني أي باب 

عويت كما الديب اللي يعوي في صمت الضلام 

حاربت وحدي الظلم ياما 

بصوت نصايحك 

والإلتزام 

وبقيت هُمام 

أحب عيشة الإحترام 

منعت بيتي يخش له مليم حرام 

قربت من ربي 

وتبت 

إلتزمت 

وبقيت تمام 

وابنك يا أمي خلاص كبر 

خانتني يمّه عفيتي 

وبقيت هزيل 

أخرة مشواري الطويل 

بقيت هزيل

أكلي قليل

مشيي قليل 

وبقيت يادوبك م الحصيرة للسرير

لكن يا أمي

وده غصب عني 

موت ولادي كان فظيع 

موت الطفولة والشباب 

حتى الرضيع 

كلهم فارقوني يمّه زي ما فارقتي زمان 

كلهم سايبنلي ذكرى ف الدقايق والمكان 

رجعت أخاف من تاني يمّه 

مين عليه دور الفراق 

صرت أخاف أحلم ببكرة 

أي حلم بيبقى ذكرى

قلبي شال م الهم ياما 

نسْيت شفايفي الإبتسامة 

لون الشجن أصبح علامة

فوق ملامحي ماتتمحيش 

وازاي هعيش 

وانا كل أحبابي فاتوني 

واللي باقيين لي وشوش

أو شوية غل ساكن 

جوه ناس ما بيرحموش 

زي الوحوش

ذكراك يمّه ما تتنسي 

مهما السنين عدت كتير 

اليتم يمّه مش للرضيع 

اليتم أصعب للكبير ،،،،،

بقلمي / إبراهيم فهمي المحامي

 ٩/٨/٢٠٢٤

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المتابعون