السبت، 9 سبتمبر 2017

(تامر ومعاذ)... قصة قصيرة...الهام شرف

وعدهم اﻷب بقضاء عطلة العيد في كنف الجد والجدة إذا ما استطاعوا تحقيق البطولات بل الحصول على المركز اﻷول في النشاطات الرياضية حيث كان يحصل تامر الابن الاكبر على المركز الثاني دائما في السباحة أما معاذ الابن اﻷصغركان متباطئا لا يقدر على تحقيق أي مركز حيث اعتاد النوم دائما والكسل أثناء التدريب.
اضطر اﻷب إلى تحقيق رغبتهما بالرغم من حزنه اﻷكيد من معاذ لكن فرحه بحصول تامر على المركز اﻷول كما طلب أبوه كان حافزا أن يقضيا اجازة عيد اﻷضحى المبارك عند الجد والجدة في القرية.
سافروا جميعا وهم في فرح وسعادة واﻷب يحكي لهم بل يعرض صورة الخروف الجميل الذي سيذبح غدا ويشاهدوه جميعا.
اشتاق الولدان للوصول وكل منهم سكن مع نفسه يفكر في المشهد الجميل حيث أخبرهم الأب أن الضحية ليست إلا اقتداء بابراهيم عليه السلام حينما رأى في المنام أنه يذبح اسماعيل لكن الله فداه بكبش عظيم حينما أطاعا أوامر ربهما .
استغرقا في النوم لمدة ساعة بعدها وصلوا إلى القرية الجميلة فوجدوا زحاما غير معتاد لشراء الملابس والطعام حتى اللحوم لا تخلو هذا اليوم من زحام محلاتها.
يدق الباب ويسرع الجد بفتحه بالرغم من خطواته المتثاقلة ليسلم اﻷب واﻷبناء سلاما حارا ويقدموا له التهنئة بالعيد ليسرعوا جميعا إلى الجدة التي تفترش اﻷرض وتجلس دون القدرة على الحركة.
(بالله عليك يا جدي تصحيني بدري ،نفسي أشوف الخروف وهو بيندبح)قالها تامر للجد قبل خلوده للنوم لكن معاذا رفض النوم وصمم على السهر أمام التلفاز لمشاهدة أفلام الكرتون الذي يدمن مشاهدتها بل صمم على عدم النوم ليسبق أخاه تامر ويشاهد الذبح من أوله .
صلى تامر الفجر مع والده وجدته بالمسجد ليكبر ويهلل بعد الصلاة ثم ينصرف وهو سعيد بيومه الجميل بل يشكر أباه ويقبل يد جده أن أيقظاه من النوم ليعيش لحظات جميلة كهذه.
يستيقظ تامر على أصوات اﻷطفال العالية التي تلعب في الشارع بل تحتفل بالعيد لينظر من الشباك ويتذكر الخروف ليجري على الجد مسرعا إلى ساحة المنزل فلم ير إلا قطع اللحم ملفوفة بالورق المقوى ليعض على شفتيه من الندم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المتابعون