الأحد، 3 سبتمبر 2017

قصيدة" أحمل في راحتي شعراً ومزمارا" – شعر د. أحمد محمود

) 7 (
أهوى فلسطين وقراها،
ومدائنها، وبلداتها والديار
أهوى سواقيها، وروابيها،
وينابيعها، وشلالاتها والأنهارَ
أهوى سهول القمح،
وحقول الزيتون والحواكيرَ
أهوى الربا، والجبال، والقلاع والآثارَ
وأغني لها وأعزف الألحان والأوتارَ
وأصنع لها من نجيع قصائدي مزمار.
أما إخوتي الخمسة كانوا معنا
يتنقلون ويعملون وكأنهم
نوارس لا تستقر
تحدق في الآفاق وتطيل الأنظارَ
كانوا يرفعون الأحمال
والأكداس البيض، والحمر، والصفر
وينقلون أكياس الإسمنت،
والرمل، والحصى، والحديد المستعر
كنا لانحمل حديداً بل جمارَ
والجو كان ملتهبا حروراً
جمراً، وحرا وسعارا
كنا نعمل بكد، وجد ونشاط
ونتحرك كأننا أطياراً وعصافيرا
هكذا أمضينا العمر
عملاَ مضنياً، وكداً وصبرا
نعمل ونبني، ونشيد المباني والجسورَ
ونبني أحلام الرجوع والعبور
كي نعود لأرض الأجداد
أرض المحيا، والحبور والنشور
كنا نطيل التحديق والانتظار
رغم الشتات وتعدد الترحال والأسفار
رغم ظلام الخيمات والأشواك والصبار
حلم العودة لم ولن يغادرنا
لن نتخلى عنه مهما ادلهم الديجور
إننا نحلم به ليلاً ونهار
هو في خلايا عقولنا محفورا
هو منقوش في قلوبنا حروفاً وصورا
كل السنين التي قضيناها في المنفى قهرا
كانت فلسطين في الأفق تتجلى لنا بدراً منيرا
وتضاريسها تتلالى أمام أعيننا
أنجماً، وشهباً، وأقماراً وبدورا
وقلوبنا ترقص على غمام الجبال طرباً وسرورا.
بقلمي د. أحمد محمود

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المتابعون