السبت، 14 ديسمبر 2024

من قطار الأيام / قصة للأديب / د.هاني فايق اسكندر

 الحلقة الثانية والأخيرة

من قطار الايام 

بقلم د هانى فايق اسكندر فرج 

وأخذت المرأة المسكينة اولادها ومضت  وفى طريقها وجدت ملجأ للأيتام وجلست بحانبة وأخذت تتحدث الى نفسها وتتعجب من تصرفات وسلوك البشر اخواتها وماذا جرى قلوبهم أصبحت قلوبهم جاحدة وانتزعت الرحمة من قلوبهم واضمحل الحب واستولى 

ابليس على قلوبهم كأنهم قطع شطرنج وهو السجان على قلوبهم

واكيد التقى الرحمة فى هذا المكان بعيدا عن القلوب الغدارةوباتت

حتى بزوغ الفجر وقابلت مديرة الدار سيدة تبدو ملامح وجهها 

مريحة والإبتسامة لم تفارق شفتيها مقابلتها وشرحت لها ظروفها

بأن حماتها واخواتها طردوها ولم تجد اى مأوى فتحننت عليها 

سيدة الدار ربنا موجود وسامحى الذين أساؤا اليكى واحنت السيدة وقبلت يدها فسحبت المديرة يدها وطبعت المديرة قبلة على هذا 

السيدة المسكينة وانهمرت منها الدموع بغزارة المطر ولكن

كفكفت مديرة الدار دموعها ووافقت أن تقيم فى الدار وتأخذ

غرفة هى واولادها واقترحت السيدة أن تخدم فى الدار

ولكن مديرة الدار رفضت ولكن أصرت السيدة على طلبها 

وبعد إلحاح شديد وافقت المدير وشعرت بأن شعاع شمس 

الامل استحوذ عليها وشعرت بأن الدنيا بخير والسعادة

تدق نافذة قلبها والتحقوا اولادها بالمدرسة ومرت السنون

وأصبح الشاب طبيبا فى العلاج الطبيعي والبنت مهندسة 

ديكور وسافر ابنها ليأخذ شهادة من الخارج وبعث لها بأنه

تزوج من امرأة أجنبية والمهندسة ابنتها اخذت شقة ايجار 

جديد وطلبت من امها أن تقيم معها وتترك الدار فرفضت الام 

ولكن بعد إلحاح شديد وافقت الام أن تقيم مع ابنتها ووظعت 

الام مديرة الدار وأخذت الام تنظر بنظرات فاحصة على كل 

الجدران والسقف وان كل ذكرياتها محفورة في ذاكرة كمبيوتر 

ذهنها وغزا الشيب مفرقها وعادت بها الذكريات عندما كانوا

اولادها صغار واحتضنت سيدة الدار اولادها وهى لم ولن تنس

هذا الجميل وأخذت مديرة الدار با القبلات الحارة أنها سترحل من 

هذا المكان وانخرطت فى البكاء مسحت مديرة الدار دموعها

وطبعت القبلات على جبينها وقالت مكانك محجوز فى قلوبنا

وفى الدار مع السلامة وشعرت السيدة بأن روحها فارقت جسدها 

وانها فقدت كنزا لايعوض لأن الحب لإيباع أو يشترى وان الحب محفور على جدران لوحة قلوبنا وسكنت الام مع ابنتها وبعد مرور 

سنة تقدم لابنتها عريس زميلها فى العمل وشعرت الام بسعادة 

غامرة عندما تلقت الخبر ولكن اسارير وجه ابنتها تبدو عليهاملامح

القلق والحيرة لأن العريس من أسرة متوسطة ولم يكن معة 

ثمن الشقة لأنها الشقق بأسعار فلكية اقترحت الام ان تقيم فى شقتها وتذهب الام إلى الدار فرفضت الابنه البارة وانهمرت بالدموع وقالت من رابع المستحيلات أن تغادرى منزللك انتى جوهرة العطاء وينبوع شلال حياتى وان اصريتى على موقفك ياأمى أنا أرفض

الزواج   وانحنت الابنة تقبل يد امها واغرورقت عينيها بالدموع

وزرفت الام بالدموع صحيح يابنتى انتى ابنة بارة ربنا يسعد ايامك 

وطبعت الام قبلة على جبينها مبروك ياحبيبه قلب ماما ووافق

خطيبها على أن يتزوج مع امها ولانة يتيم لايملك الا عملة

ولانة انسان مكافح أخذ يعمل حتى حصل على الشهادة وعمل 

مهندسا لأن الالف ميل يبدا بخطوة وهو لايعرف كلمة مستحيل 

حين قال نابليون بونا برت كلمة مستحيل لا تعرف إلا فى قاموس

الضعفاء وقد سر العريس عندما عرف الموضوع وأصر أن تعيش

امها معهم عندما سمع قصتها تقابلها وقبل يدها انتى امى وست الحبايب انا لو امكن انحت لكى تمثالا من الذهب الخالص أو الماس

وقدمت التهانى  لابنتها وعريسها وبعد ستة شهور أقامت حفل 

الزفاف وكانت الام تعم لهم الحلويات و تجهز لهم الطعام وقد لها

زوج ابنتها هدية عيد الام وابنتها قدمت لها هدية وقدموا لها 

التهانى وقامت الام بطبع قبلة على  كلا من ابنتها وزوجها

وقالت انتم اولادى  وبعد ستة أشهر أخرى ستضع ابنتها 

حادث سعيد وشعرت الام بسعادة غامرة عندما سمعت الخبر السار

ووضعت ابنتها ابنتها وسماها على اسم امها وقامت الجدة بتربيتهاوتعلقت البنت لحظتها وحضنها الدافىء وشعرت الجدة بأن حفيدتها هى السراج المنير الذى أضاء نافذة حياتها وانقشع

شبح الاحزان وضباب الايام وسكن حب حفيدتها وكاءن القدر 

رسم باصابعة خيوط الامل تسربت إلى مطار قلبها وأضاء قناديل 

قلبها التى انطفأت وكاءن الزمن عقد معاهدة الصلح والحب 

مع عداد أيامها بولادة حفيدتها سطرت يد الزمن شهادة ميلاد جديدة وميراث الحب على سطور دفاتر قلبىهاوصوت حفيدتها 

تعزف سيمفونية جميلة جدا وكانها تعزف على اوتار  قيثارة

قلبها لحن جميل كمقام النهاوند أو مقام البياتى من المقامات الموسيقية وان والقت بحقائب أحزانها فى وادى النسيان

وان حفيدتها هى أيقونة الحب وشعرت ببصمات حب

حفيدتها رسمت خيوط شمس الامل على لوحة جدران 

قلبها و أضاء  قناديل قلبهاعند بزوغ فجر جديد مفعم بالأمل

والحب هو مفتاح خزانة قلوبنا وطوق النجاة لسفينة قلوبنا

ويرى على شاطىء الامل 

انتهت القصة

من قطار الايام

المؤلف د هانى فايق اسكندر فرج

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المتابعون