الجمعة، 13 مارس 2015

لغة الأدب أم أدب اللغة ؟؟؟ ....بقلم الشاعر والمفكر الجزائرى / منير راجى








........ لغة الأدب .. أم أدب اللغة ..؟؟ ........ بقلم / منير راجي
كثر الجدال و النقاش حول لغة الابداع , و راح كل ناقد و مفكر و أديب يدلي بأرائه حول كيفية استعمال اللغة في التأليف و مدى أهميتها في ايصال المفاهيم الأدبية و الاجتماعية و السياسية لدى القارئ.
الحقيقة ان لكل أديب رصيدا لغويا يمكنه من الكتابة و التأليف , الا أن هناك اختلافا كبيرا في كيفية استعمال هذه اللغة و كيفية التعامل معها لغرض الوصول الى الهدف, فلا ننسى أن دور المبدع الأساسي هو طرح أفكار ما و جعل القارئ يقتنع بها , و ليس عرض كلمات و جمل تبرز من خلالها العبقرية اللغوية للمبدع..
طبعا نجد أن اللغة تختلف اختلافا كليا من لون أدبي لأخر ,فلغة القاص ليس بالضرورة لغة الشاعر و لغة الناقد ليس هي لغة السينمائي هذا مع الأخذ بعين الاعتبار مضمون و محتوى الانتاج الأدبي.
كما نجد أيضا أن اللغة ترتبط ارتباطا وثيقا بثقافة أفراد المجتمع و من خلال هذه النقطة بالذات أصبحت اللغة تسير وفقا للتقدم التكنولوجي و الرقي الحضاري, هذا الأخير الذي أثر في اللغة و جعلها تأخد طابعا خاصا و هذه مسألة حتمية لا مفر منها, و أعتقد شخصيا ان هذا ليس ضعفا لغويا كما يعتقد بعض المفكرين , و انما تطور لها, فالكلمات و المفردات العلمية (المصطلحات) أصبحت حاليا تأخد جزء كبيرا في قاموسنا اللغوي , فتزايد الاختراعات و الاكتشافات أدت الى ظهور مصطلحات جديدة لم يسبق لها أن وجدت من قبل و هذا شيء منطقي و مفروص و متوقع أيضا ,كما أدت أيضا الىتغيير مفاهيم و أفكار المجتمع و جعلته أكثر تفكيرا و أكثر ملاحظة و أكثر استنتاجا و أقل ثرثرة, فما فائدة فخامة اللغة اذا كانت لا تصل الى فوهة الاذن..
ان الأدب ليس زخرفة و انما أفكار و اصلاح و تعبير صادق عن حالة ما.
و الأديب الحق من استطاع ان يصل بافكاره الى قلب القارئ و أن يحرك مشاعره...
لست بصدد انكار دور الأدب في تطوير و رقي المجتمع و انما اني بصدد تغيير مفهوم الأدب الذي تغيرت مفاهيمه عند كافة أدباء العالم ما عدا أدبائنا العرب الذين تشبتوا بلغة أبي تمام و المتنبي..
ان الأدب ليس عاجزا عن خدمة المجتمع , بل الأديب نفسه نظرا لعدم تمكنه من المادة العلمية و افتقاره لها أصبح منعزلا عن المجتمع بلغته و تفكيره و حتى في طريقة كتابته و ابداعه, فكيف يستطيع الأديب في هذه الحالة أن يغير في حياة المجتمع و يخدمه..
اذا كان الأديب يعيش بلغته في العصر العباسي و القارئ يعيش بأفكاره في الحاضر ..هذه الافكار التي لها لغتها الخاصة و أسلوبها الخاص, يعتقد بعض الأدباء أن الأديب يجب ان يبقى أديبا بلغته أي باللغة التي يتطلبها الأديب, فالأدب لغة قبل كل شيء..
الحقيقة من خلال هذا القول يظهر جليا أن اللغة هي التي تتحكم في الكتابة الابداعية ..ففي وقتنا الحاضر أصبحت الظروف الاجتماعية و السياسية و حتى العلمية هي التي تفرض لغة(علمية) و هذه الأخيرة لا نلمسها في الكلمات فحسب,و انما في طريقة التفكير و بعد النظر و عمق المضمون و السهولة و البساطة في ايصال الأفكار الى المتلقي....
بقلم الكاتب و الشاعر : منير راجي (وهران) الجزائر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المتابعون